3 مبادئ أساسية في علاج اضطرابات اللغة عند طفل التوحد
اضطرابات اللغة عند طفل التوحد مشابهة جداً لاضطرابات اللغة عند الأطفال الطبيعيين، مع بعض الاختلاف في شدة وشكل هذه الاضطرابات، حيث يعتبر التأخر اللغوي والاجتماعي من الأعراض الأساسية لدى أطفال التوحد، فجميع أطفال التوحد يتأخرون في اكتساب المهارات اللغوية والاجتماعية ولكن بدرجات متفاوتة من طفل لآخر، ويُقسم أطفال التوحد إلى قسمين: طفل ناطق (أي يستخدم اللغة اللفظية) وطفل غير ناطق (يستخدم طرق تواصل غير لفظية)، وفي كلا القسمين على معالج النطق أن يختار استراتيجيات مناسبة حسب حالة كل طفل. ولكن بشكل عام هناك مبادئ أساسية يجب أن يعمل عليها المعالج بالتعاون مع الأسرة طبعاً مهما كانت فئة طفل التوحد. وفيما يلي المبادئ الأساسية:
1- استخدام اللغة بشكل وظيفي وعفوي
أول شيء يجب أن يضعه المعالج في الاعتبار هو كيف يدرب طفل التوحد على استخدام اللغة في حياته اليومية وبشكل عفوي وبدون أي تحفيز أو مساعدة من قبل الآخرين مثل “شو بدك؟” “عطيني..” …الخ، ويمكن البدء في هذا المجال بتعليم الطفل أن يطلب ما يريد من خلال التواصل.
الطفل الناطق: يتم البدء بتدريبه على انتاج المفردات والألعاب التي يحبها ويحتاجها مثل “أكل، كورة، سيارة، تلفون…الخ”، والابتعاد (في بداية العلاج فقط) عن تعليمه المفردات التي لا يستخدمها مثل “عين، فم، كرسي طاولة …الخ”. وبعد تعلم هذه المفردات يتم تعليمه استخدام هذه المفردات في حياته اليومية وبشكل عفوي طبعاً.
الطفل غير الناطق: يتم تدريبه في البداية على الإشارة إلى الأشياء التي يحبها (التي يحبها فقط) ومن ثم يتم العمل على طلب هذه الأشياء باستخدام الصور (نظام PECS)، ويستمر العمل بهذا النظام إلى أن ينطق الطفل ويستخدم اللغة اللفظية أو يستمر بهذا النظام في حال عدم قدرته على تطوير اللغة اللفظية.
2- استيعاب اللغة:
عادة معظم معالجي اللغة والكلام يتعرضون للسؤال الأهم بالنسبة للأهل “متى سيبدأ ابني بالكلام؟، متى سيتكلم مثل أقرانه؟” وهنا تكون إجابتنا “أولاً يجب أن يفهم الكلام”، فاستيعاب اللغة شيء أساسي وأساسي جداً لكي يبدأ الطفل في الكلام، وعلى سبيل المثال لو دربنا الطفل على انتاج ” I like apple” لمدة شهور وفي النهاية نجح الطفل في انتاجها فهذا لا يعني أبداً أنه أصبح يتكلم الإنكليزية !!. فطفل التوحد يجب أن يمر بنفس مراحل النمو اللغوي التي يمر بها الطفل الطبيعي، وهنا يجب على المعالج أن يضع في خطته العلاجية أهدافاً لتنمية استيعاب الكلام وعادة يجب أن تكون هذه اللغة الاستيعابية مرتبطة بأشياء تهم الطفل كألعابه أو نشاطه اليومي كالاستحمام والأكل واللعب….الخ.
الطفل الناطق: تدريبه على استيعاب أوامر بسيطة “عطيني، إجلس، صفق، سكر الباب، …الخ” ثم مفردات الأشياء التي يحبها “عطيني شوكولا، عطيني مي، عطيني سيارة….الخ”
الطفل غير الناطق: نستهدف ذات الأوامر والمفردات ولكن نقوم بعرض صورة الفعل أو الشيء الذي نريده ثم نطلب منه تنفيذه.
3- تعميم المهارات اللغوية والاجتماعية:
جميع أطفال التوحد الناطقين وغير الناطقين يواجهون مشكلات كبيرة في نقل خبراتهم اللغوية والاجتماعية من نطاق الجلسة والمعالج إلى خارج المركز أو العيادة، فنجد الطفل يستخدم اللغة مع المعالج ويتبع تعليمات بسيطة خلال الجلسة ولكنه في البيت لا يستخدم اللغة أبداً ويبدو كما لو أنه لم يستفد من العلاج. وهنا دور المعالج بأن يجعل التعميم هدف أساسي في نهاية كل هدف قصير المدى،
الطفل الناطق: يتم تعليم الطفل التعميم من خلال إشراك الأهل في الجلسة (أو المكان الذي يستخدم فيه طفل التوحد للغة) وجعل الأهل يأخذون دور المعالج ويستخدمون نفس الاستراتيجيات داخل الجلسة، وبعد أن ينجح الطفل في استخدام اللغة مع الأهل داخل الجلسة يتم الطلب منهم إشراك شخص غريب في المنزل، حيث يقوم هذا الشخص بتطبيق نفس الاستراتيجيات مع الطفل، وبعد نجاح الطفل مع هذا الشخص يتم تعريضه لمواقف ولأشخاص مختلفين حتى يقوم باستخدام اللغة التي تدّرب عليها في الجلسة، ومن ثم يتم الانتقال إلى الهدف اللغوي التالي.
الطفل غير الناطق: تعليم التعميم يمر بنفس المراحل مع الأطفال الناطقين فمثلاً إذا كان الطفل يستخدم صورة الشوكولا للحصول عليها مع المدرب فإننا نقوم بإشراك الأهل في الجلسة ليطلب منهم باستخدام ذات الصورة والطريقة. ثم نقل الخبرة للبيت، ثم إشراك شخص غريب في البيت، ثم إشراك شخص غريب خارج البيت. ومن ثم ننتقل إلى مفردة أو هدف آخر وهكذا.
لتتعرف أكثر عن علاج اللغة والنطق لدى أطفال التوحد بإمكانك الاشتراك في دورة علاج اضطرابات اللغة لدى أطفال التوحد الناطقين وغير الناطقين إضغط هنا للاشتراك